responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 463
بتطويل القراءة لتكون نافِلَةً زائدة لَكَ على فرائضك مزيدة لقربك وكرامتك عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ ويقيمك رَبُّكَ بسعيك واجتهادك في تهجدك مَقاماً مَحْمُوداً اى مقاما من مقامات القرب ودرجات الوصال مسمى بالمقام المحمود لان كل من وصل اليه يحمد له سبحانه ويثنى عليه بإعطاء تلك الكرامة العظيمة إياه إذ لا مقام ارفع منه وأعلى رتبة ومكانة
وَبعد ما وصلت ايها السالك الناسك اليه لم يبق لك درجة الاستكمال والاسترشاد بل قد صرت كاملا رشيدا وان ألهمت وأذنت من عنده سبحانه بعد ما تحققت في تلك المرتبة للإرشاد والتكميل صرت مرشدا مكملا لأهل النقص والاستكمال شفيعا لهم عند الله باذنه لتنفذهم من لوازم الإمكان المفضى الى دركات النيران وتوصلهم الى قضاء الجنان بتوفيق الله إياك وإياهم وبعد وصولك بسعيك وجهدك وانواع تهجدك وإقامتك في خلال الليالى بتوفيق الله وتيسيره على ما وصلت من المقامات العلية والمراتب السنية قُلْ مناجيا الى ربك ملتجئا نحوه طالبا التمكن والتقرر في المقام الذي وصلت اليه بتوفيقه وتأييده رَبِّ يا من رباني بأنواع اللطف والكرم أَدْخِلْنِي حسب فضلك وجودك مُدْخَلَ صِدْقٍ ومنزل قرار وتمكين الا وهو مقر التوحيد المسقط لعموم الإضافات والكثرات وخلدنى فيه بلا تذبذب وتلوين وَأَخْرِجْنِي عن مقتضيات انانيتى وهويتى الى فضاء الفناء الموصل الى شرف البقاء واللقاء مُخْرَجَ صِدْقٍ بلا تلعثم وتزلزل وَاجْعَلْ لِي حين معارضة انانيتى معى واستيلاء جنود امارتى على مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً اى برهانا قاطعا وكشفا صريحا وشهودا تاما ليكون نَصِيراً لي ينصرني على أعدائي ويخلصني من أيديهم حين هجومهم على
وَقُلْ بعد ما تحققت وتمكنت في مقام الكشف والشهود قد جاءَ الْحَقُّ الصريح الثابت ولاحت شمس الذات وَزَهَقَ اى تلاشى واضمحل الْباطِلُ اى العكوس والاظلال الهالكة الباقية في عدمياتها الاصلية إِنَّ العدم الْباطِلُ الزاهق الزائل الظاهر على صورة الحق قد كانَ زَهُوقاً في نفسه مضمحلا في حد ذاته باقيا على عدمه وان أوهم وخيل انها موجودات متأصلات في الوجود الا انها ما شمت رائحة منه سوى ان اشعة التجليات الوجودية الإلهية قد لاحت عليها وانبسطت إياها فيتراءى ما يتراءى فظن المحجوب انها موجودات متأصلات وبالجملة من لم يجعل الله له نورا فما له من نور
وَمتى تحققت بالمقام المحمود وفزت بما فزت من الحوض المورود الذي هو عبارة عن حضرة الوجود نُنَزِّلُ عليك تعظيما لشأنك وتأييدا لأمرك مِنَ الْقُرْآنِ المبين الموضح للمراتب العلية من التوحيد ما هُوَ شِفاءٌ لمرضى القلوب بسموم الإمكان في مضيق الحدثان ومجلس الملوان من الموفقين بشرف متابعتك وَرَحْمَةٌ نازلة لِلْمُؤْمِنِينَ بك المصدقين بدينك وكتابك ليسترشدوا ويستكشفوا بما فيه من الرموز والإشارات قدر قابلياتهم واستعدادتهم كي يتفطنوا ويتنبهوا بما فيه من السرائر المودعة المتعلقة بسلوك مسالك التوحيد والعرفان وَلا يَزِيدُ تربيتك وتعظيمك يا أكمل الرسل الظَّالِمِينَ الخارجين عن مقتضى حدوده وأحكامه سبحانه استنكارا واستكبارا إِلَّا خَساراً وبوارا لا خسار أعظم منه وهو إبطالهم الحكمة التي قد جبلهم الحق لأجلها الا وهي المعرفة والتوحيد وما ينتمى إليها من الأعمال الصالحة والأخلاق المرضية المقبولة عند الله. ثم اخبر سبحانه عن تمايل الإنسان وتلوينه وعدم رسوخه وتمكنه بحال من الأحوال وعدم فطنته وذكائه بذاته وكيفية افتقاره واحتياجه الى الحق وعدم تأمله في مبدئه ومعاده وفي كيفية ارتباطه بالحق في النشأة الاولى والاخرى
فقال وَإِذا أَنْعَمْنا وأعطينا من كمال فضلنا وجودنا عَلَى الْإِنْسانِ المجبول

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست